الأحد، 27 ديسمبر 2009

عـــاشــقــان مــن مــطــر ...


لست قدّيسا كي أمنع نبضي من التلفظ بوجهك على أديم عاطفتي

عاشقان ... عاشقان تحت سقف المأساة نلوك بعض الأكاذيب الجميلة.. نحمل أجراس

ذنوبنا ونقرعها على مسامع الشغف ، موسيقى تسقط الشيطان من عرشه الأزلي

كيف أرحل وبيننا وعد يعتصر انتظارا ولهفة.. منذ آلاف الآلام أرسم وجهك على

صدري.. تنينا أسطوريا باكيا ، حنونا ونازف، أرسمك وأنفخ فيك من روحي..
لمَ الصمت في عينيك ... حبيبتي أنشودة ، و ينكسر القمر في جرح الليل ... و أنكسر أنا لمَ أنتِ حبيبتي ... و أنا ... وجع لا يهدأ ...اقبليني جنوناً و انكساراً ، اقتربي من طهر أحزاني ، المسي الروح ، دون رتوش ، اقطفيها ....و استدعي الفرح من مخبأه ، فرائحة العشق بلون المطر ، كوني ريشة قدري ... فرحة تشق رداء حزني الأسود ...
كلما حاولت الحلم ، يستوقفني ظلك ، يجمع وجعي المتناثر ، و الأحلام البعيدة تنتظر تعاليم القدر لتخرج بقايا الغربة من روحي ...

أصغ للشمس و هي تغتسل بلهاث البحر ، و الندى العاشق يقبّل شفاه زهرة ...

تموج خفقات الصبح ... تزدحم الشوارع ، تضيع وجوه ، كم حاجزاً بيني و بينك ، يا متجولة

في قاع الروح ، أسكب حزني في عيون العابرين لأقتل المسافة ، يغزلنا قدر ... كلما

استيقظت ملامحك فيّ ، المدى احتراق ، اجتث خصلات حلمنا ، لكن الحب سيل في خطانا ،

في مدانا ، و للقدر مزاجية في رسم الحياة ، الموج يجد في البحر المأوى ، رحيق الفجر يرنو

يقطع ليلي في استحضار آهٍ جديدة ، يطعم البحر موجه ، بعض ألمي ، ما زال بحر بيننا و

كلمات ، لا تزال تظلل ما تبقى من فتات قلبي ، تهوى التسلل عبر نبضي و المسامات ،

توهجّت فيّ ، أنقش اسمها في كل شريان ، تسكب روحها بوتقة لروحي ...

أتسلق البحر فيأخذني عبر الموج الناعس في ذاكرتي ، إلى يوم قد يقبل أن يجمعنا حبيبين

من مطر... ، المطر، تلك الديانة الأبدية النائمة بيننا॥


ماهر عمر

الـــوجـــع الـــمـــقـــدس ...

البداية أنثى تحكّ عظام الوجع ...

فيعلو و يعلو ...

أستنبط الآه في صوتها ...

ثم أدنو و أدنو ...

لأنسج طلاسم معصيتي ...

دمعتي تطرّز الأفق ...

بنشيد الضياع ...

لترجعني اسماً بلا جسد ...

لمّي بقايا نبضي ...

في الدروب ...

فلست بوصلة العاشقات اللواتي تركن عيون القلوب ...

دموعاً على وجنة الصبح ...

أنا نكهة الغياب ...

ارتعاش الروح يخضّر في لوعتي ...

يجد الحلم نفسه في وصايا دمعتي ...

أنا ومضة الوله الشقيّ ...

على اغتراب للضياع ...
أنا الحضور بلا خطى ...

حين يغتّر الهيام ...

في دمعة تلد العيون ...

ماهر عمر

مـــوعــد مــع الــقــدر ...


كان صعباً على روحك أن توافق على غروبي المبعثر و كان غروبي عنيداً ، يتأهب لمعرفة النهاية ، كان

لكِ امتلاك روحي دهراً أخضر فأنا لا أقبل بغير ثائرة مهووسة بالمطر ، تأتي لتلملم عن سفري مدن الذهول

و تنفض عن روحي غبار الذبول ، كنت أنا الغريب ، المريض ، الرجعي العابث العاصفة و الرعد كالدمع

و ككل الأمور المتعبة من ذاتها و منمآلها القاتم ، أحضن أوراقي الساخنة و أغرق في الحلم وحدي ....في

روحي يستبدُّ نبض تجلّى يقشِّـرُ جـرحي القديـم ، وينكـأُ حُبًّـا في عروقي ذاب ، أفرغ فيها كل إعياءاتي

وأمنياتي التي تنازلت عني عند أول مفترق أقـدارْوروحي جرداء يرتشف منها البحر لكنتها فلا تعود تكتبك

إلا عاشقة تمطرني بفوضاها الراكضة إلى خلاياي ، سألقاكِ غدا في مقهى اللهفة، سأرتدي موجة بحر

ومعطف وجع كي تستطيعين تمييزي ...

ماهر عمر

الأحد، 13 ديسمبر 2009

انـــي فــــي حـــبـــك ... قـــتـــيـــل و مـــصـــاب ...

سرق الحزن عمري و ارتوت روحي وجعاً ، تغشّاني العذاب ...

آهٍ يا قلب أبحث عن سلوى ، عن ذكرى ، أين الأحباب ...

سألت ربي أبكي لوعتي ، و حبست دمعي قهراً فاستجاب ...

موكب الأفراح غنّى باسماً ، حب تسامى صاعدا فوق السحاب ...

زهرة في رياض الطهر مورقة ، حسن و خلق نثروا الشوق فذاب القلب ، ذاب ...

أمطرت الغيمات حبّاً من وكناتها ، و نبت الزهر من الأرض اليباب ...

الياسمين على النوافذ و الأرجاء عطره ، هي النور إذ نور الأرض انحسر و غاب ...

عسى يرقى القصيد في وصفها ، سكن نبضي قلبها طوعاً و استطاب ...

أتحبني ... ؟ قالت فأعياني الجواب ، سأكتب بوحاً جهوراً أنّي في حبك قتيل و مصاب


ماهر عمر

الخميس، 10 ديسمبر 2009

حــــلـــــــــم ...

تأخر الحلم

طليق في جنائن الليل

لا بد أن يكون هناك

ما بين واقع منهار

و خطيئة الأقدار

الموتى الراقدون فيّ

يعرّون كل بساتين الذاكرة

فاغري الأفواه

من أي بحر

تولد أمواجي

لا منفى أرنو إليه

كلما كتب الرحيل

من أغوى القصيدة بداخلي

تجوب في معالمها

أسقامي و أحزاني

نتسامى في اللهب

أتفرقع حرفا حرفا في الشظايا

غد يطرق مسامعي

ينثر حلمي شتاتاً

كأوراق التعب

سيدة المطر تعبرني

تستفزها ألوان معطف حارس الليل

لأترنّح صاعداً

من وجعي

إلى آهاتٍ تزدهر
ماهر عمر

عـــيــــد للألـــــم ......

يا شهقة عمري المذبوح ... ، تهاجمني حفنة من كآبات ، يا بحر أجّج وجعي في موجك

توهجّا ، قد يستضيء منه الظلام ، هذي جراحي و الآه تناثرت ، صداها من وجع الأنين

كلام ، هجم الأسى بجيوشه فغزاني ، و كتمت في جوفي لظى أحزاني ، أودى بي الليل

البهيم و رهطه ، رحيق الفجر يرنو يقطع ليلي في استحضار آهٍ جديدة ...

ما بال الدنيا بريقها يرقص في دمعتي ، تتقن صناعة وجعي ، يأخذ البحر رشفة منه ، كي

يهدأ ، يترجمني موجه إلى آهات و ينكسر ... ، قبل اشتباك نزف الروح مع أحجية في صقيع

العمر ، كانت ظلال حبيبتي تعيد ترتيب المكان على البحر وأغنيات , والموج يطل , موجة

فموجة , جسداَ للياسمين , ابتسامته تنحت فىً الفرح , هي من روحي ... , من ذاتي , بعثرتها

فى وجداني وآهاتى ....

وكلما كتبتُ , يضيق البحر كتابا وكلمة , كلما قذفنا الرحيل ... , عانقت روحي جدائل روحها

المتناثرة وروداً ورياحين ...


يا غربة الروح ، المكان تائه يجمع وجعي المتناثر لأرسم ما تبقى مني بألوان باهتة ، هل أنساك في


الحلم ؟ لا عليك فالأحلام البعيدة تنتظر تعاليم القدر لتخرج بقايا الغربة من روحي ، و للقدر مزاجية


في رسم الحياة ، في قتلي البطيء ...


من قال ... أن القلم لا يكتب غير الألم ... ؟ ، و كثيراً ما أدركت أن الحلم ، باهض الثمن ...
جوع جرحي المفتوح للنزف ، يا رقصة المذبوح على وتر الألم ، كيف نبدأ ... و نمضي معاً ... ، و

رائحة روحك المعتقة بنحيب الآه تراودني عن قرابين أخرى ، حلم آخر ....

ماهر عمر

مـــن أنـــا ... مــــن أكــــون ... ؟؟؟

أنا سرّ عاشقة تلّف الغيم بالمطر على وجد الجفاف ...

غاب عني الشعر و المعنى ... ، لا لغة تكفّن جثث أحلامي ...

أنا نواح الموج في عرش البحر ...، ثمر ميت في عراء الصحاري ...

طهارة بترت في جلود المعصية ...

يجنّ مني الوجع إن فارقته ...

يسرق العشّاق أحلامهم من انتهائي ...

ليتني بعض نبضٍ ، تجذّرني شهقة الروح مقبرة

عمري شظايا النص ...

كل الذين عشقتهم سكنوا دمي ... ، و تبرّجوا برذاذ أحلامي ...

أحلامي أفاقت من رحم الشجون ... فهل عرفتم من أنا ... و من أكون ... ؟؟!

ماهر عمر