الاثنين، 16 نوفمبر 2009

فــي زمــن الأهــوال ...



في زمن الأهوال ... كنت كلما طعنت البحر ، نزف من موجه وجعي ، تمطر الروح

فتنتشي مزارع الألم ، و في رحلة الصبر على النزيف ، تراني قد أموت في رؤى حلم مخيف

أو تصرعني يد غريبة في حكاية كئيبة ... .

لكن لا أستطيع أن أموت ...

في زمن الأهوال ، عافتك كل الدروب ، تلفعك الأضرحة ، نبضك أوهنه الضياع و الطواف

و القلب أرهقته سحب عجاف ...

في زمن الأهوال ، وجوه عانقها البؤس ، راعفة جامدة ، تتشح الليل منكفئة ، و قلوب

تعتصر الغدر و الخديعة محتفئة ...، تنضب المبادئ ، القيم و الأعراف ، تختفي الطيور و

الزهور و الرجال ... ، ترهبني بقية الأوصاف ... .

لا تعجب ، قد يصبح الضياع مزمنا ، و ينهض الخريف موطنا ، تطل الإنسانية مكفوفة

في ذهول ، ملفوفة في كفن ، الصدق ، الطهر و الوفاء ، تذوي في ذبول أدمتها الفتن ...

في زمن الأهوال ، لا تبكِ على عراق ، فعرضه و أرضه و شعبه مستباح و دمه يراق

و على جثة القدس متسع للحطام ، لا عليك فهذا هو السلام ، يدنّس ساحاتنا و يمطر حياتنا

سمّاً برائحة الياسمين ، أفنى به شيئاً كان يسمى عربا و مسلمين ...

في زمن الأهوال ، أعلن للجنون بيعتي ، الرحيل صومعتي ، فما عدت أصدق أو أثق في أحد

ماهر عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق