الاثنين، 30 مارس 2009

ألــــبـــوم صــــور ...

عندما مالت الشمس نحو البحر ... غمرت الأشياء حمرة الشفق ، موجات صغيرة تنكسر على رمال الشاطئ ، تلاطمت أفكاري بين مدّ و جزر ، الشمس تنزف ... انتشرت على أديم الماء خيوط حمراء قانية تسبق زحف العتمة ، و البحر يداعب موجه في سحرٍ و تناغم ، و في المدى ... تمتد خيوط الشمس ، ترنو إلى حضن البحر في دفء و سكينة ، يبتسم لها البحر فارداً ذراعيه ، يأخذها ، و يأخذني المنظر و سحر المكان ...
فقط ألبوم صور ... و سرب مشاهدٍ يزاحم مخيلتي ، يلوح كطيفٍ في زقاقٍ مظلم ، سهواً فتحت ألبوم الصور ، أصغ للشمس و هي تغتسل
بلهاث البحر ، غفوت في سهول حلمٍ يسبح في أثير تنهداتي ، دون قصدٍ كنت تائهاً في دم قلمي ، و جسد ورقة ، و الندى العاشق يقبّل شفاه زهرة ...
صور باهتة على رصيف ذاكرةٍ ميتة ، و الوجع الذي يتساقط مني ، تكتبه الآهات في مدار الألم ...
ابتسمت حين رجوت بزوغ الوجه في لوحة الاشتياق ، دون قصد ، تذكرتهم جميعاً ، واحداً تلو الآخر ، لكنها فقط ... من لم أتذكر ، لأني ما نسيتها ، أخذتني بعيداً عن حدود حياتي الميتة ، تضع يدها بحنو على وجهي ، تتحسس معالمه ببطء ، أتنفس أنفاسها ، أسكن عيناها ،خلاياها ... تستوطنني ...
أنزف دمعي دماً في أنفاس غربتي القاحلة ، غربة روحي ، أهمس لها ... أحـــبك ... كما أعشقها أنا ، و تحبها هي ، قاسمتني الروح ، و
تواعدنا أن يهاتف كلانا روحه ، دمع يتفجّر مع صوتٍ لا يعي وشاح الصمت ، و جنون البشر ، حماقات ... ظلم و ظلمات ...
ظلال الآه تعبرني ، لكن الانتحار فكرة ساذجة ، ما خطرت على بال ميتٍ مثلي ... ؟!
كلما حاولت الحلم ، يستوقفني ظلها ، يجمع وجعي المتناثر ، و الأحلام البعيدة تنتظر تعاليم القدر لتخرج بقايا الغربة من روحي ...
تموج خفقات الصبح ... تزدحم الشوارع ، تضيع وجوه ، كم حاجزاً بيني و بينك ، يا متجولة في قاع الروح ، أسكب حزني في عيون
العابرين لأقتل المسافة ، يغزلنا قدر ... كلما استيقظت ملامحك فيّ ، المدى احتراق ، اجتث خصلات حلمنا ، لكن الحب سيل في خطانا ، في مدانا ، و للقدر مزاجية في رسم الحياة ، الموج يجد في البحر المأوى ، رحيق الفجر يرنو يقطع ليلي في استحضار آهٍ جديدة ، يطعم البحرموجه ، بعض ألمي ، ما زال بحر بيننا و كلمات ، لا تزال تظلل ما تبقى من فتات قلبي ، تهوى التسلل عبر نبضي و المسامات ، توهجّت فيّ ، أنقش اسمها في كل شريان ، تسكب روحها بوتقة لروحي ...

حبيبتي ... تحت أي الشموس نلتقي ... ؟؟؟ كما النوارس تعشق الرحيل و العودة إلى أوكارها ...

ماهر عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق