الاثنين، 30 مارس 2009

صـــدفـــة ... كــــان الــــلــــقـــاء ...

كنت ... و كانت الآه تصلي في محراب الألم ... و ليل طويل ترك كفه تغزلني ، كلوحة مجردة من طقوس العذاب ...
صدفة ... كان اللقاء ... ، رمينا ابتسامة في هواء مثقل بغيوم الفراق ، لحظة فرح شردت من عيوننا ، صمت ... سيل من الكلمات ليست إلا أحلاماً محطمة ، ريح هوجاء تعوي بأركاني المتعبة ، صدفة كان اللقاء ... ذهبت في طريقي ، لم أذهب لذاكرةٍ أجمعها من طرقاتٍ معتقة بروحك ، أستعيد رحيق عمري ، غير أني لا أنكر غزوات ذاكرتي المتكررة لاستحضار ملامحك ، التي لا تزال مبعثرة في وجداني ، تنبعثين في كلماتي ، تتجولين في أفكاري ، و الليل صاخب في عينيك ...
عيناها ... ظلال قمر في خاصرة ليلي ، أقصى ما أطمح إليه اللحظة ، و أنا أمطر القدر بالرجاء إغلاق نوافذ العمر على تلك اللحظة ، كيف لا ، و أجدك في كل الأشياء ، في كل الأنحاء ، مذبوح من الشوق ، أرعى مشتل الأحلام ، الحلم الذي في القلب ، يبقى كالشهاب ، و الأمنية عذاب ، الروح تراودها شهوة الرحيل ، و المنفى جلاّد ينصب المشانق ، لذبيحةٍ جديدة ...
حلم تناسل من سلالة الألم ، كلما اقترب من بياض روحي ، يصفعه واقع أبله ، قال لي البحر ... ضمني و اسقني ماء روحك ، و اعبر بي ذاكرة المستحيل نحو النهار الوحيد الذي جاءني ، بسمة مرّت بي كما تمر الثواكل على قبور المفقودين ، و أنتِ يا ثمالة حنيني ...
سئمت زفير المآتم في روحي ، و سطوة الآه ، ضميني فيما وجعي منشغل بصقل شظاياه ، فينهض في روحي جيش الألم الليل يقرأ وجهي مرثية للقمر ، واقع و بشر تبادلوا الأنخاب على يأسي ، من لي ... و البحر ملطخ برحيلي ... و خبز أيامي حلم يرفض الضياع أو الانصياع ... واقع ... قدر ... بشر ... بحر ... نورس ... حلم ...

أنتِ ... أنا ... لكني لن أنحني ...

ماهر عمر 28/10/2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق